وقد يكون سبب الغلو في تعظيمه من بعض المنتسبة لمقابلة
الروافض، فإنَّ الشيطان قصده أن يـحرف الخلق عن الصراط المستقيم، ولا يبالي إلى أي
الشقين صاروا، فينبغي أن يُجتنب جميع هذه المحدَثات.
ومن هذا الباب شهر رجب، فإنه أحد الأشهر الـحُرم، وقد
رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل شهر رجب قال: «اللَّهُمَّ
بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ» ([1]) ولم
يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل رجب حديث آخر، بل عامة الأحاديث المأثورة
فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب.
****
أي: ينبغي أن لا
يُبالغ في تعظيم يوم عاشوراء، بالزيادة على ما شرعه الله فيه، وإنما تعظيمه يكون
بصيامه فقط، شكرًا لله عز وجل فلا يزاد على ذلك، مثل التوسعة على العيال، وجعله
يوم عيد وفرح وسرور.
وقوله: «فينبغي أن
يجتنب جميع هذه المحدثات» يعني: من الطائفتين، الطائفة التي تناصب أهل البيت
العداوة، والشيعة الذين يزعمون محبتهم كذبًا وبهتانًا، وإن أحبَّه من أحبَّه من
جهّالهم فهو على غير هدًى، وعلى غير المحبة الشرعية؛ لأنّ المحبة الشرعية هي أن
يحب في الله ولله.
من الأزمنة التي زُعم لها فضائل شهر رجب، وهو من الأشهر الحرم التي حرّم الله فيها القتال، هذه فضيلته، أما ما سوى
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد