وأما اتخاذ أمثال أيام المصائب مآتم، فليس هذا من دين
المسلمين، بل هو إلى دين الجاهلية أقربُ.
ثم هم فوّتوا بذلك ما في صوم هذا اليوم من الفضل.
****
ولا شك أنّ قتل
الحسين رضي الله عنه مصيبة على المسلمين، فالمشروع في ذلك هو الصبر والاحتساب
والترضّي على الحسين رضي الله عنه في كل وقت وحين.
لأنَّ الله جل وعلا
قال: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم
بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ
١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ
عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
ٱلۡمُهۡتَدُونَ﴾ [البقرة: 155- 157] فقد قُتل من الصحابة من قُتل، قتل
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وقُتل أمير المؤمنين عثمان، وقتل أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب والد الحسين، ومع هذا لا يجوز أن يُحدث في أيام مقتلهم شيء ممّـا أحدثه
هؤلاء المبتدعة في مقتل الحسين رضي الله عنه، وقال تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ
أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ
عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡٔٗاۗ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144]
فكيف إذا قُتل غير الرسول من المؤمنين الحسين أو غيره؟.
فالمبتدعة في هذا اليوم تركوا المشروع الذي هو صوم هذا اليوم، لا لمناسبة قتل الحسين، وإنما هذا شرع قديم، وهو شكر الله سبحانه وتعالى على نصر المسلمين وقتل عدوهم فرعون، واستبدلوا بالسنة في هذا اليوم بدعة، وذلك بالجزع والنياحة بمناسبة مقتل الحسين، فجعلوا هذا اليوم بدعة بدل أن يكون يوم سنة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد