وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر
وقال: «إِنَّهُ لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ
الْبَخِيلِ» ([1])،
فإذا كان نذر الطاعات المعلقة بشرط لا فائدة فيه، ولا يأتي بخير، فما الظن بالنذر
لـما لا يضر ولا ينفع؟!
وأما إجابة الدعاء فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدقه.
وقد يكون سببه مجرد رحمة الله له، وقد يكون أمرًا قضاه
الله، لا لأجل دعائه، وقد يكون له أسباب أخرى.
وإن كانت فتنة في حق الداعي، فإنّا نعلم أنّ الكفار قد
يستجاب لـهم فيُسقون، ويُنصرون، ويُعانون، ويُرزقون مع دعائهم عند أوثانهم وتوسلهم
بها. وقد قال الله تعالى: ﴿كُلّٗا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا
كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا﴾ [الإسراء: 20]،
وقال تعالى: ﴿وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالٞ مِّنَ ٱلۡإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٖ مِّنَ
ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقٗا﴾ [الجن: 6].
****
النذر: هو التزام ما لم يوجبه الله عز وجل من العبادات، كأنْ يُلزِم المرءُ نفسَه عبادة لم يوجبها الله تعالى عليه، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا النذر منهيٌّ عنه، فحينما يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ النَّذْرَ لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ» فلا تظن أنَّ الخير الذي حصل لك بسبب هذا النذر الذي نذرته لله، أو نذرته للقبر؛ لأنه كما أخبر صلى الله عليه وسلم لا يأتي بخير، فالخير والشر بيد الله سبحانه وتعالى والنذر منهي عن الدخول فيه، لكن مَنْ نذر وكان نذره نذر طاعة وجب عليه الوفاء به، ومن نَذَر نَذْر معصية فإنه لا يجوز له الوفاء به،
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد