فصل
وقد يحدث في اليوم الفاضل مع العيدِ العملي المحدثِ
العيدُ المكاني، فيغلظ قبح هذا، ويصير خروجًا عن الشريعة، فمن ذلك ما يفعل يوم
عرفة ممّـا لا أعلم بين المسلمين خلافًا في النهي عنه، وهو قصد قبر بعض من يحسن به
الظن يوم عرفة، والاجتماع العظيم عند قبره، كما يُفعل في بعض أرض المشرق والـمغرب،
والتعريف هناك كما يفعل بعرفات.
فإن هذا نوع من الحج المبتدع الذي لم يشرعه الله،
ومضاهاة للحج الذي شرعه الله، واتخاذ القبور أعيادًا.
****
أي: قد يحدث في الوقت الفاضل ما ليس مشروعًا، مثل يوم عرفة، فإنه يوم فاضل، قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ» ([1])وهذا هو اليوم الذي قال الله جل وعلا فيه: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي﴾ [المائدة: 3]، فهو اليوم الذي نزلت فيه هذه الآية، وهو اليوم الذي يؤدَّى فيه الركن الأعظم من أركان الحج وهو الوقوف بعرفة، وخير الدعاء دعاء عرفة كما قال صلى الله عليه وسلم، لكن بعض الناس لا يقتصر على ما شرعه الله في هذا اليوم، فيذهب يُحدِث فيه بدعًا، فيكون إثمه أشد ممن أحدث البدعة في غير هذا اليوم؛ لأنه أضاف إلى هذا اليوم الفاضل بدعـًا ليست ممّا شرعه الله، لا في هذا اليوم ولا في غيره، وذلك بأن يذهب إلى القبور في هذا اليوم، يظن أنَّ الذهاب أو زيارة
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد