القبور في هذا اليوم أفضل، وهذا من البدع المحدثة.
ولما كان يوم عرفة
يومًا فاضلاً، ويشرع فيه الدعاء والإكثار منه، ظن بعضهم أن الذهاب إلى القبر
والدعاء عنده أفضل وأدعى للإجابة، دون أن يعلم أنه فعل بدعة مغلظة في يوم فاضل،
فيكون قد انتهك حرمة هذا اليوم، واستعمله في غير ما شرع الله، فإنَّ الذهاب إلى
القبر من أجل التبرك أو من أجل الدعاء عنده ظنًّا أن الدعاء عنده يستجاب، هو من
أعظم البدع ووسيلة من وسائل الشرك، فإذا وصل به الأمر إلى أنه يتبرك بالميت أو
يستغيث به أو يستنجد به، كان هذا منه شركًا أكبر، ويكون قد خرج من الإسلام -
والعياذ بالله - وهو يظن أنه يعبد الله في يوم عرفة.
وقوله: «كما يفعل في بعض أرض المشرق والمغرب، والتعريف هناك كما يفعل بعرفات». هذه بدعة يفعلها بعض الناس، وربما يتساهل بها بعض العلماء، وهي قضية التعريف في غير عرفة، وهو أن يجتمع المسلمون في مسجد البلد، يدعون الله بعد العصر تشبهًا بالـحجاج في يوم عرفة، فهذا فعله بعض الصحابة، واقتدى به بعض السلف، لكنه غير مشروع في الواقع، ويحكمه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1]). وقد وقع الحج في زمنه صلى الله عليه وسلم ولم يعرّف بالمدينة، ولم يجمع أصحابه يوم عرفة، فإنه صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة وبقي فيها عشر سنوات، ولم يُفرض الحج إلاّ في السنة
([1])أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد