×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وكذلك السفر إلى بيت المقدس للتعريف فيه، فإن هذا أيضًا ضلال بيِّن؛ فإنَّ زيارة بيت المقدس مستحبة مشروعة للصلاة فيه والاعتكاف، وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، لكن قصد إتيانه في أيام الحج هو المكروه.

فإنَّ ذلك تخصيص وقت معين بزيارة بيت المقدس، ولا خصوص لزيارته في هذا الوقت على غيره.

ثم فيه أيضًا مضاهاة للحج إلى المسجد الـحرام وتشبيه له بالكعبة.

****

 

التاسعة، لكن ما زال الناس يحجون، من قبل مجيء الإسلام ومن بعد مجيء الإسلام، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقصد المسجد في هذا اليوم بعد العصر ويدعو فيه.

وكذلك في السنة التاسعة لما فُرض الحج، ما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وجمع أصحابه ودعَوْا فيه، ولذلك وصفه الشيخ بقوله:

هذا مركب من أمرين:

الأول: الذهاب إلى القبور ولا شك أنه محرَّم، ووسيلة من وسائل الشرك، أو هو الشرك بعينه إذا دعا صاحبَ القبر.

والأمر الثاني: هو التعريف والاجتماع في المساجد.

لأنَّ الحج لم يشرعه الله إلاّ إلى مكة، والمشاعر، لم يشرع إلى بيت المقدس، وإن كان بيت المقدس من المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال للصلاة فيها والاعتكاف فيها، لكن كونه يقصده يوم عرفة ويسافر إليه، فهذا ممّـا أُحدث في الدين ممّـا ليس منه.


الشرح