×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وقد كانت البنية التي على قبر إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم مسدودة لا يدخل إليها، إلى حدود المئة الرابعة، فقيل: إنَّ بعض النسوة المتصلات بالخلفاء رأت في ذلك منامًا، فنُقبت لذلك، وقيل: إنَّ النصارى لما استولوا على هذه النواحي نقبوا ذلك، ثم ترك ذلك مسجدًا بعد الفتوح المتأخرة. وكان أهل الفضل من شيوخنا لا يصلون في مجموع تلك البنية، وينهون أصحابهم عن الصلاة فيها اتباعًا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتقاء لمعصيته كما تقدم.

**** 

الإجابة عن البنية التي كانت على قبر الخليل:

سبق للشيخ رحمه الله أن ذكر أنَّ قبور الأنبياء غير معروفة، فلا يكاد يُعرف منها شيء على وجه التحديد إلاّ قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لكن مما يُظن معرفته قبر الخليل إبراهيم عليه السلام، وأنه في أرض الشام في فلسطين، في مغارة يسمونها مغارة الخليل؛ لأنه دُفن فيها بزعمهم، فكانت هذه المغارة مسدودة لا يصل إليها أحد، صيانة للتوحيد ومنعًا للغلّو، ولكن حدث أنَّ امرأة من النساء اللاتي لها صلة ببعض الولاة، رأت في المنام رؤيا في هذا المكان بعد القرن الرابع، فنُقب القبر، أي: فُتح هذا البناء من أجل هذه الرؤيا، فكان ذلك سببًا في زيارة هذا المكان، والتبرك به، والصلاة عنده، وهذا لم يحدث إلاّ بعد المئة الرابعة، بعد مضي القرون المفضلة، اعتمادًا على رؤيا المرأة المذكورة، وأمور العقيدة لا يجوز العمل فيها بالرُّؤى، أو بالأحاديث الضعيفـة، فكيف برؤيا المنام التي غالبها من الشيطان، ولكن عادة المخرفين أنهم يبنون عقيدتهم إما على رؤيا، وإما على حكاية مكذوبة، وإما على حديث


الشرح