وكما يـجب على من أتى الذنوب مـن الكفـارات والقضاء
والتوبـة والحسنات الماحية، وما يجب على من كـان إمامًا أو قاضيًا أو مفتيـًا أو
واليـًا مـن الحقوق، وما يجب على طالـب العلم أو نوافـل العبادة من الحقوق.
ومنها: ما يكره المداومة على تركه كراهة شديدة، ومنها:
ما يكره تركه، أو يجب فعله على الأئمة دون غيرهم، وعامتهـا: يجب تعليمهـا والحض
عليها والدُّعاء إليها.
وكثـير من المنكرين لبدع العبادات والعادات تجدهم
مقصِّرين في فعل السُّنن من ذلك، أو الأمر به.
ولعلَّ حال كثير منهم يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك
العبادات المشتملة على نوع من الكراهة، بل الـدين: هو الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، ولا قوام لأحدهما إلاّ بصاحبه.
فلا يُنهى عن منكر إلاّ ويؤمر بمعروف يغني عنه، كما
يُؤمر بعبادة الله سبحانه، ويُنهى عن عبادة ما سواه؛ إذ رأس الأمر: لا إله إلاّ
الله.
والنفوس قد خُلقت لتعمل لا لِتُتْرَكَ، وإنما
التَّرْكُ مقصودٌ لغيره. فإن لم يشْتغل بعمل صالح، وإلاّ لـم يُترك العمل السيئ أو
الناقص.
لكن لما كان من الأعمال السيئة ما يفسد عليها العمل
الصالح، نُهيت عنه حفظًا للعمل الصالح.
****
قوله: «وما يجب على من كان إمامًا أو قاضيًا» يجب على كل من تولى عملاً، سواء كان خاصًا به أو للناس - كالذي يصلي
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد