لنفسه أو يصلي
بالناس - أن يتقن الصلاة، سواء صلّى لنفسه أو صلى إمامًا للناس؛ لأنها عبادة لله
على كلا الحالين، سواء أديتها منفردًا أو أديتها إمامًا للناس؛ لأن العبادة لا بد
من إتمامها وإيفائها حقها حتى تكون نافعـة لصاحبهـا، ومـن ثَمَّ يُثاب عليها.
أما الفرائض فلا بد
من أدائها، بخلاف النوافل، فمنها ما هو مؤكَّد، ومنها ما هو غير مؤكد فعله، ومنها
ما هو مقيد، ومنها ما هو مطلق، فالنوافل تختلف في ترتيبها، في آكديتها، ولكن على
المسلم أن يكثر منها، كما قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: «وَلاَ يَزَالُ
عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا
أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ...» ([1])، والمسلمُ بحاجة
إلى النوافل لأنها تزيد في أجره، فضلاً عن أنه يكمل بها النقص الذي قد فاته في
الفرائض، فينتفع بذلك يوم القيامة.
وكان النبي صلى الله
عليه وسلم مع محافظته على فرائض الله يكثر من النوافل، وهو صلى الله عليه وسلم
أشدَّ الناس إتمامًا للفرائض، ومع هذا لم يكن يترك النوافل، بل كان يداوم عليهـا،
إلاّ شيئًا يتركه من أجـل بيـان تشريع أنه غير واجب.
فالنوافل المؤكدة كالرواتب التي مع الصلوات المفروضة، لا ينبغي للمسلم أن يتركها بل يتأكد عليه فعلها، إلاّ إذا كان يقصر الصلاة فإنه
([1])أخرجه: البخاري رقم (6502).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد