يتركها، إلاّ راتبة
الفجر، وكذلك الوتر، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها في السفر
والحضر.
ويدخل في هذا تحية
المسجد، وما زاد عن النوافل المؤكدة، فإنَّ فيه زيادةً في الأجر، فيأتي منه ما
تيسر، والعمل الذي يداوم عليه صاحبه وإن كان قليلاً أحسن من العمل الذي لا يداوم
عليه وإن كان كثيرًا، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى
اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ» ([1]).
فلا ينبغي ترك
النوافل بناء على أنها نوافل، والاكتفاء بتأدية الفرائض؛ لأن هذا يعتبر كسلاً وزهدًا
في الخير، والإنسان بحاجة إلى الخير، ثم مَنْ يستطيع الجزم بأنه قد أدّى الفرائض
على الكمال والتمام؟ فالمسلم بحاجة للنوافل وتكميل ما نقص من فرائضه.
ولهذا قالت عائشة رضي
الله عنها لعبد الله بن قيس: «لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ فَإِنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ
صَلَّى قَاعِدًا» ([2]).
قوله: «ومنها ما
يكره المداومة على تركه...» فعلى المسلم أن لا يزهد في النوافل ويقول: هذه مستحبة،
وهذه ليست بواجبة، ثم يتركها، فإنه إذا فعل ذلك حصل الخلل في عمله.
المراد من هذا الكلام: بيان أنّ مَنْ كان قدوة فإنه يتأكد في حقه الحرص على النوافل؛ لأنه قدوة، والناس في ذلك له تَـبَعٌ، وقد يجب عليه ذلك، لئلا يزهّد الناس في العمل الصالح.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5861)، ومسلم رقم (782).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد