واعلم أنَّ من الأعمال ما يكون فيه خير لاشتماله على
أنواع من المشروع، وفيه أيضًا شر من بدعة وغيرها، فيكون ذلك العمل خيرًا بالنسبة
إلى ما اشتمل عليه من أنواع المشروع، وشرًا بالنسبة إلى ما اشتمل عليه من الإعراض
عن الدين بالكلية، كحال المنافقين والفاسقين، وهذا قد ابتلي به أكثر الأمة في
الأزمان المتأخرة.
فعليك هنا بأدبين:
أحدهما: أن يكون حرصك على التمسك باطنًا وظاهرًا، في
خاصتك وخاصة من يطيعك، واعرف المعروف، وأنكر المنكر.
الثاني: أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان.
****
قد يجتمع في العمل
خير وشر:
ملخَّص كلامه رحمه
الله: أنّ العمل قد يكون خيرًا خالصًا، وقد يكون شرًّا خالصًا، وقد يكون فيه خير
وشر، فالعبرةُ بما ترجّح، فإن كان الراجح الخير فإنه خير، وإن كان الراجح الشر
فإنه شر، وإن تساويا فإنه شر.
ما يلزم الإنسان:
عليك أن تبادر بنفسك إلى الخير، وتعمل به، وتتمثل به، ثم بعد ذلك تدعو الناس إليه، فلا تقتصر على نفسك وتترك الناس، ولا تعتني بالناس وتترك نفسك، بل عليك أن تجمع بين الأمرين، ولهذا عاب الله على اليهود فقال: ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [البقرة: 44]، فهذا ممّـا يخالف العقل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد