قال سندي الخواتيمي: سألنا أبا عبد الله عن الرَّجل
يأتي هذه المشاهد ويذهب إليها، ترى ذلك؟ قال: أما على حديث ابن أم مكتوم أنه سأل
النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته حتى يتخذ ذلك مصلًّى. وعلى ما كان
يفعل ابن عمر رضي الله عنهما ويتبع مواضع النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأثره، فليس
بذلك بأس أن يأتي الرجل المشاهدَ، إلاّ أنَّ الناس قد أفرطوا في هذا جدًّا،
وأكثروا فيه.
****
لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ﴾ [النمل: 52] وقال: ﴿فَتِلۡكَ مَسَٰكِنُهُمۡ لَمۡ تُسۡكَن مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ﴾ [القصص: 58].
فالحاصل: أنَّ الاطلاع على
الآثـار من أجل الاعتبار والاتعاظ لا بأس به، أما قصدها من أجل التبرك بها، أو
دعاء أصحابها والاستغاثة بهم، فهذا شرك أو وسيلة إلى الشرك.
ابن عمر كان يتتبع الأمكنة التي جلس فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أو نزل فيها من باب الاتباع والمحبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وليس من باب التبرُّك، فإذا كان من أجل الاتباع فله وجه، وإن كنّا لا نشجع على هذا، ولهذا لم يُوافق ابن عمر رضي الله عنهما من هو أفضل منه وهو أبوه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد قطع الشجرة التي يذهب إليها الناس، وهي الشجرة التي يزعمون أنها شجرة بيعة الرضوان، قطعها لما خشي على الناس أن يتبركوا بها، فإذا كان ارتياد هذه الأماكن لأجل التبرك بها أو الاستغاثة بأصحابها - كما حصل للأمم السابقة - فهذا أمر محسوم ومقطوع في كونه لا يجوز، ويجب القضاء عليه.
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد