وقد اختلف أصحابنا وغيرهم: هل يجوز السفر لزيارتها؟
على قولين:
أحدهما: لا يجوز، والمسافـرة لزيارتهـا معصيـة لا يجوز
قصر الصلاة فيها، وهذا قول ابن بطة وابن عقيل وغيرهما.
****
اختلف العلماء: هل
يُسافَر لأجل زيارة القبور أو لا يسافر؟ على قولين:
القول الأول: جواز ذلك، وقال به
جمع من الحنابلة وغيرهم، ولعلهم أخذوا بعموم الأمر بزيارة القبور.
والقول الثاني: أنه لا يجوز السفر
لأجل زيارة القبور لأمرين:
الأمر الأول: أنَّ الرسول
صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ
مَسَاجِدَ» ([1]). يعني: لا
يجوز السفر لأجل العبادة في مكان من الأمكنة، إلاّ إلى المساجد الثلاثة: المسجد
الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، ومفهوم الحصر أنه لا يجوز السفر لعبادة الله
في أرض أو في بقعة مخصصة دون الأخرى، ويدخل في ذلك زيارة القبور، هذا المانع
الأول، من ناحية الدليل.
والمانع الثاني من ناحية التعليل: أنَّ السفر لزيارة القبر يبعث على الغلو في الميت، وتعلّق العوام به، فيؤول هذا إلى الشرك أو إلى البدعة، فلذلك لا يجوز السفر لأجل زيارة القبور، وباب الدعاء مفتوح، فإذا أراد المسلم أن ينفع الميت فإنَّ ذلك يتأتّى في أي مكان، فيدعو له بالمغفرة والرحمة والتصدُّق والحج والاعتمار عنه، ولا حاجة لأن يُسافر من أجل الدعاء له، فالدعاء له في أي مكان مشروع، والله سميع مجيب.
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد