والحديث إذا لم يُعلم أنه كذب فروايته في الفضائل أمر قريب.
****
ذلك فليس له فضيلة على غيره من الشهور، وما رُوي
في فضله فلا أصل له، إنما ورد أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا رأى
هلال رجب: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا
رَمَضَانَ» وهذا لا يخلو من مقال، أما ما روي في فضائله وصوم أيام منه أو قيام
ليال من لياليه، أو ذبح الفرعة والعتيرة فيه وما أشبه ذلك، فهذه كلها من الكذب، بل
بعضها من أمور الجاهلية التي نهينا عن إحيائها، مثل الفرعة والعتيرة.
حكم العمل بالحديث
الضعيف وشروط ذلك:
أما قضية العمل
بالحديث الضعيف فلها شروط، فهو يجوز أن يعمل به بشروط:
أولاً: أن لا يعلم أنه
كذب.
ثانيًا: أن يُعمل به في
فضائل الأعمال، والترغيب والترهيب، ولا يُؤسَّس عليه حكم شرعي من تحليل أو تحريم.
ثالثًا: أن لا يُجزم بنسبته
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل يقال: رُوي، أو ورد، أو ما أشبه ذلك، من صيغ
التضعيف، ولا يقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكن بعض طلبة العلم
أو المتعالمين ينكرون العمل بالحديث الضعيف مطلقًا وهذا جهل منهم، فالعلماء أجازوا
العمل به بهذه الشروط، مع العلم أنَّ الضعيف يختلف: فمن الأحاديث الضعيفة ما يرتقي
إلى درجة الحديث الحسن لغيره إذا كان له متابعات، ولذلك لم يهدر العلماء روايته
والعمل به بالشروط المذكورة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد