وقال أبو أمية الطرسوسي: سألت أحمد بن حنبل عن القوم
يجتمعون ويقرأ لهم القارئ قراءة حزينة فيبكون، وربما أطفأوا السراج، فقال لي أحمد:
إن كان يقرأ قراءة أبي موسى فلا بأس.
وروى الخلاّل عن الأوزاعي: أنه سئل عن القوم يجتمعون،
فيأمرون رجلاً فيقص عليهم، قال: إذا كان ذلك يومًا بعد الأيام فليس به بأس.
فقيَّد أحمد الاجتماعَ على الدعاء بما إذا لم يُتَّخذ
عادة.
****
والشاهد في ذلك: أنَّ الاجتماع بين
المسلمين في الجملة، والتذاكر والسلام فيما بينهم أمر مطلوب، وخير من التفرق، ولكن
لا يرتب لهذا ترتيب خاص أو يوم خاص أو مكان خاص يُدَاوَم عليه إلا بدليل من الشرع.
الاجتماع لسماع
القرآن أمر مطلوب، ويقرأ فيه قارئ حسن الصوت وحسن التلاوة، مثل قراءة أبي موسى
التي كان يستمع إليها النبي صلى الله عليه وسلم، ويثني عليها، فهذا ممّـا لا بأس
به، أما إذا كان الاجتماع لتلاوة محدثة بالألحان، أو بالأنغام، أو بالتلاوة
المبتدعة التي فيها تكلّف، فهذا ونحوه ممّا لا يجوز.
القصص هو ذكـر الحوادث التي وقعت في السابق، وذكر التاريخ الذي فيه موعظة، وعبرة للناس، هذا إذا كان على النمط الصحيح الذي فيه التذكير، كما قال تعالى لموسى عليه السلام: ﴿وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِۚ﴾ [إبراهيم: 5] فهو لا بأس به، أما إذا اتُّخذ قصصًا حادثًا
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد