وكذلك قيّد إتيان الأمكنة التي فيها آثار الأنبياء.
****
وبترتيب خاص لا دليل عليه، أو اشتمل على غرائب
تخرج عما يفهمه الناس، فإنَّ الصحابة كانوا يحذّرون من القصاص، ولهذا منعهم
الخلفاء، لِـمَـا قد يكون في قصصهم ما تنفر منه العقول وما لا تتصوره النفوس،
فلهذا قال علي رضي الله عنه: «حَدِّثُوا النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ
تُرِيدُونَ أَنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ وَرَسُولُهُ!» ([1]).
فالقصص على نوعين: قصص يجري على كتـاب
الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما ذكره الله عن الأنبياء وأتباعهم،
والكفرة وأتباعهم في الزمان السابق، من باب العبرة والعظة، فهذا لا بأس به.
أما القصص الذي فيه
الغرائب، وفيه ما لا يحتاجه الناس، أو فيه أحاديث مكذوبة لأجل الترغيب، أو قصص
مكذوبة أو خيالية، فهذا أمر لا يجوز.
إتيان الآثار إذا كان القصد منه التبرُّك بها، لاعتقاد أنَّ فيها أسرارًا، فهذا أمر لا يجوز، وهو من فعل اليهود والنصارى مع آثار أنبيائهم، فالتعلق بالآثار من باب التبرك بها لا يجوز، أما إذا كان من أجل الاطلاع والمرور بها من أجل أخْذِ العِبَر فلا بأس بذلك، قال تعالى: ﴿قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ ٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ﴾ [الأنعام: 11] ﴿أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ﴾ [الحج: 46] وقال: ﴿فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ
([1])أخرجه: البخاري رقم (127).
الصفحة 2 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد