وإنما ذكرت هذا السؤال مع بُعْدِه عن طريق العلم
والدين؛ لأنه غاية ما يتمسّك به القبوريون.
****
الرد على شبهات
الخرافيين:
قوله: «فإن قيل:
نُقل عن بعضهم أنه قال: قبر معروف الترياق المجرب...» معروف: هو معروف
الكرخي، وهذه مجموعة من الشبهات التي يستندون إليها فيما يزعمون من نفع أهل
القبور، وليس معهم آية من كتاب الله، ولا حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وإنما هي حكايات وخرافات لا قيمة لها في سوق الجدل والمناظرة.
قوله: «وقد ذكر
العلماء والمصنفون في مناسك الحج إذا زار قبر النبي...» يعني: هذا
من ضلالهم أنهم يقولون للحجاج: زوروا المسجد النبوي وادعوا الله عند قبر الرسول،
فإنَّ الدعاء عنده مستجاب، فهم يلاحقون الناس حتى في أطهر البقاع وأقدسها،
ويوصونهم بالشرك ووسائله فيها - والعياذ بالله - فيجب الحذر من هؤلاء.
قوله: «أنه من صلى عليه سبعين مرّة عند قبره ودعا...» وهذا أيضًا كذب لا أصل له، نعم الصلاة على النبي مطلوبة، ولكن لا تتعيّن عند قبره، بل يُصلَّى عليه في أي مكان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي» ([1]). ولهذا قال أحد الرّواة لمن رآه يأتي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتردد عليه، وقد سأله: لم تفعل هذا؟ فقال: أريد أن أصلي وأسلم عليه، قال: ما أنت ومن بالأندلس إلاّ سواء!
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد