مع أنهم كلهم ليس
عندهم دليل ولا برهان، وإذا كانوا كذلك فمَن هو الأولى بالحق؟ فما داموا لم يجتمعوا،
فهذا دليل على ضلالهم؛ لأنَّ أهل الحق يجتمعون؛ لأنَّ دليلهم واحد، ومنهجهم واحد
فلا يختلفون، أما هؤلاء فلهم شبهات كثيرة، ولهم مذاهب متعددة، كل حزب بما لديهم
فرحون.
قوله: «وموافقة
بعضهم دون بعض تحكم، وترجيح بلا مرجح...» يعني: من الذي
يُقلَّد، هل يقلدون جميعًا؟ وهذا لا يمكن؛ لأنَّ هذا جمع بين المتضادّات، وإن
اتّبعنا بعضهم، فهذا تحكم من غير دليل، وترجيح بلا مرجح.
إنما هؤلاء يطمئنون
على ما اقتنعوا به وخالفوا فيه غيرهم، والطائفة الثانية كذلك.
قوله: «فإنَّ أكثر
هؤلاء إنما يكون تأثرهم بما يزعمون...» يعني: كلٌّ مقتنع
بما عنده، مخالف للآخر، والحق لا يتعدد، الحق واحد.
قوله: «وموافقتهم
جميعًا فيما يثبتونه دون ما ينفونه بضعف التأثير على زعمهم...» فالتفرّق والتشتت
والتعادي والتقاطع كله من خصائص عبدة الأوثان؛ لأن كلًّا منهم يصوِّب نفسه ويخطئ
الآخرين من غير دليل.
لا تقوم الحجة لحصول
المقصود عند الأصنام
قوله: «ثم قد استجيب لبلعم بن باعوراء...» أي: لا يعني أنَّ الاستجابة لبعضهم إذا دعا عند الصنم أو عند الضريح،
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد