أو عنـد الميت فاستجيب دليل على صدق وصحة ما هو عليه، فإنَّ بلعام وقد كان من علماء بني إسرائيل وكان مجاب الدّعوة، قد غُزي هو وقومه من موسى عليه السلام، فطلب القوم من بلعام بن باعوراء أن يدعو الله على موسى وقومه فأبى، ثم ألـحّوا عليه وكرّروا، فدعا على موسى وقومه، فعند ذلك عاقبه الله حيث قال: ﴿وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِيٓ ءَاتَيۡنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ ١٧٥ وَلَوۡ شِئۡنَالَرَفَعۡنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُكۡهُ يَلۡهَثۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَاۚ فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 175- 176] فهذه قصة بلعام ذكرها الله في القرآن، فإنَّ باعوراء لما لم يعمل بعلمه، ودعا على موسى فاستجاب الله دعاءه، فلم يكن هذا دليلاً على صحة ما فعل، وإنما كان استدراجًا له.
وكذلك المشركون قد يستسقون عند أصنامهم فيُسقون؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى قال: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ﴾ [النمل: 62] وقال: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ﴾ [الإسراء: 67] فالله جل وعلا يجيب المضطرين، حتى وإن كانوا مشركين إذا دعوه في حالة الضرورة، وليس هذا دليلاً على صحة ما هم عليه من الكفر والشرك، وإنما استجاب لهم رحمة بهم لـمّا دعوه في حالة الضرورة، وأخلصوا الدعاء، ولم يدعوا معه غيره في هذه الحالة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد