وأما الجواب المفصل فنقول: مدار هذه الشبه على أصلين:
منقول: وهو ما يحكى من نقل هذا الدعاء عن بعض الأعيان،
ومعقول: وهو ما يعتقد من منفعته للتجارب والأقيسة، فأما النقل في ذلك، فإما كذب أو
غلط أو ليس بحجة.
بل قد ذكر النقل عمّن يقتدى به بخلاف ذلك.
وأما المعقول فنقول: عامة المذكور من المنافع كذبٌ.
فإنَّ هؤلاء الذين يتحرَّون الدعاء عنـد القبور
وأمثالهم، إنما يُستجاب لهم في النادر، ويدعو الرجل منهم ما شاء الله من دعوات،
فيستجاب له في واحدة، ويدعو خلق كثير منهم فيستجاب للواحد بعد الواحد، وأين هذا من
الذين يتحرَّون الدعاء أوقـات الأسحار، ويدعون الله في سجودهم وأدبـار صلواتهم،
وفي بيوت الله؟ فإنَّ هؤلاء إذا ابتهلوا ابتهالاً من جنس ابتهال القبوريين لم تكد
تسقط لهم دعوة إلاّ لمانع.
بل الواقع أنَّ الابتهال الذي يفعله القبوريون إذا
فعله المخلصون لم يُردّ المخلِصون إلاّ نادرًا، ولم يُستجَب للمقابريين إلا
نادرًا.
والمخلِصون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا
مِنْ عبد يَدْعُو اللَّهُ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلاَ قَطِيعَةُ
رَحِمٍ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى خِصَالٍ ثَلاَثٍ: إِمَّا أَنْ
يُعَجِّل الله لَهُ دَعْوَتَه، أَوْ يَدَّخِرَ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ مِثْلَهَا،
أَوْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ الشَّرِّ مِثْلَهَا» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ» ([1]). فهم
بدعائهم لا يزالون بخير.
****
قوله: «وأما الجواب المفصل فنقول: مدار الشبه على
([1])أخرجه: أحمد رقم (11133).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد