×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

على أنا قد روينا في ((مغازي ابن إسحاق)) من زيادات يونس بن بكير، عن أبي خلْدة خالد بن دينار، حدّثنا أبو العالية قال: لما فتحنا تُسْتَر وجدنا في بيت مال الـهُرمُزان سريرًا عليه رجل ميِّت عند رأسه مصحف له، فأخذنا المصحف وحملناه إلى عمر رضي الله عنه، فدعا له كعبًا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل من العرب قرأهُ قراءةً مثل ما أقرأُ القرآن هذا، فقلت لأبي العالية: ما كان فيه؟ قال: سِيرتُكم وأموركم، ودِينكم، ولُـحون كلامكم، وما هو كائن بعد. قلت: فما صنعتم بالرجل؟ قال: حفرنا بالنهار ثلاثةَ عشرَ قبرًا متفرقة، فلما كان في الليل دفناه وسوينا القبور كُلَّها لِنُعمِّيه على الناس حتى لا ينبشوه، فقلت: وما يرجون منه؟ قال: كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيُمطَرون، فقلت: من كنتم تظنون الرجل؟ قال: رجل يقال له: دانيال. فقلت: منذُ كم وجدتموه مات؟ قال: منذ ثلاث مئة سنة، قلت: ما كان تغيَّر منه شيء؟ قال: لا، إلاّ شعيرات من قفاه، إنَّ لُـحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ولا تأكلها السباع ([1]).

****

 

قوله: «لما فتحنا تستر وجـدنا في بيت مال الهرمزان سريرًا عليه رجل...» هذه قصة قبر دانيال، ودانيال نبيّ من الأنبياء السابقين، فحين فتحوا تُستر من بلاد خوزستان من بلاد الفرس، حيث فتحها أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وجدوا سريرًا عليه رجل ميت، وعنده مصحف، فأخذوا المصحـف وجاؤوا به لعمر، وكان بغير العربية، فأمر كعبًا - أي: كعب الأحبار - فنسخه بالعربية.


الشرح

([1])انظر: سيرة ابن إسحاق (1/66، 67).