×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وهذه العلّة التي لأجلها نهى الشارع هي التي أوقعت كثيرًا من الأمم إمّا في الشرك الأكبر أو ما في دونه من الشرك.

فإنَّ النفوس قد أشركت بتماثيل القوم الصالحين، وبتماثيل يزعمون أنها طلاسم للكواكب، ونحو ذلك.

فلأن يشرك بقبر الرجل الذي يُعتقد نبوته أو صلاحه، أعظم من أن يشرك بخشبة أو حجر على تمثاله.

ولهذا تجد أقوامـًا كثـيرين يتضرعون عندهـا، ويتخشعون ويعبدون بقلوبهم عبادة لا يعبدونها في المسجد، بل ولا في السَّحَر.

ومنهم من يسجد لها، وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعـاء ما لا يرجونه في المساجـد التي تُشد إليها الرحال.

****

 

 التصوير إلاّ لضرورة، وهو من أشد المحرمات؛ لأنه وسيلة تُفضي إلى الشرك، فمن أعظم العلل والأسباب التي حُـرِّم التصوير من أجلها أنه وسيلة تؤدِّي إلى الشرك.

خطر الغلو في تعظيم الصالحين:

قوله: «وهذه العلَّة التي لأجلها نهى الشارع...» المقصود: أنَّ الأمم إنما هلكت بسبب علتين: الأولى: صناعة التماثيل كما حصل لقوم إبراهيم، والثانية: البناء على القبور كما حصل لليهود والنصارى، لذلك جاء التحذير من هاتين الآفتين، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم الأمة منها أن تأخذ هذا المأخذ، وتسلك هـذا المسلك الـذي يفضي بها إلى الشرك، وقد حمى صلى الله عليه وسلم حِمى التوحيد، وحذّر أمته من الشرك ووسائله.


الشرح