قوله: «فإنَّ النفوس
قد أشركت بتماثيل...» التماثيل على قسمين: تماثيل تصنع لبني آدم،
خصوصًا الصالحين منهم، كما حصل لقوم نوح، وتماثيل تصنع للكواكب التي تعبد من دون
الله، مثل ما فعل قوم إبراهيم جماعة النمرود، ومن جاء بعدهم.
قوله: «فلأن يشرك
بقبر الرجل الذي يُعتقد نبوته أو صلاحه أعظم...» أي: إذا كان التمثال الذي
هو حجر منحوت، أو خشبة على صورة رجل أو على صورة كوكب أوقع الأمم في الشرك، فإن
إيقاع الأمة في الشرك برجل صالح أو نبي، أعظم وأقرب من الوقوع في الشرك بتلك
الأشياء؛ لأن النبي والرجل الصالح أقرب إلى التعلق به من التعلق بخشبة أو حجر.
قوله: «ولهذا نجد أقوامًا كثيرين يتضرعون عندها...» أي: والدليل على أنَّ التعلق بالنبي أو الرجل الصالح أشد من التعلق بحجر أو صورة: أنك تجد المبتدعة يجلسون عند قبور الصالحين ويتعلقون بها، ويبكون بكاءً شديدًا، ويخشعون خشوعًا لا تجده منهم في المساجد التي هي بيوت الله، ولا يوجد هذا الخشوع الذي يبدونه عندها في السَّحر وقت النزول الإلهي، بل لا يوجد منهم هذا الخشوع في المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلاّ إليها: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، فإنك تجدهم إذا جاء أحدهم هذه المساجد انصرف عنها إلى المقابر والمغارات والآثار، فيترددون عليها، ويبكون عندها، ويخشعون عندها ما لا يخشعون مثله بين يدي
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد