النوع الثالث: ما هو معظم في الشريعة، كيوم عاشوراء،
ويوم عرفة، ويومي العيدين، والعشر الأواخر من شهر رمضان، والعشر الأُول من ذي
الحجـة، وليلة الجمعة ويومهـا، والعشر الأول من الـمحرم، ونحـو ذلك مـن الأوقـات
الفاضلة، فهذا الضرب قد يُحدث فيه ما يعتقد أنَّ له فضيلة، وتوابع ذلك ما يصير
منكرًا ينهى عنه.
مثل ما أحدث بعض أهل الأهواء في يوم عاشوراء من
التعطُّش والتحزُّن والتجمُّع، وغير ذلك من الأمور المحدَثة التي لم يشرعها الله
تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من السلف، لا من أهل بيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ولا من غيرهم.
****
الضرب الثالث من
ضروب مراتب العمل: ما يكون له فضيلة ثابتة، وورد به الشرع، وذلك كالعبادة
في الأيام التي عظّمها الله سبحانه وتعالى كالعشر الأواخر من رمضان، وليلة القدر،
وعشر ذي الحجة، وشهر المحرم، وعاشوراء، فهذه ونحوها يقتصر العمل فيها على الوارد
في السُّنة، وقد يُحدث بعضهم فيها أشياء ليست من السُّنة، وتكون زيادة على
المشروع، فيبيَّن لفاعل ذلك أن ما زاد على المشروع فإنه يُنهى عنه ويقتصر فيه على
الشيء المشروع، وقد يضيف بعض الناس إلى العبادات زيادة يُجتهد فيها بدافع حب
الخير، ولكن لا يُقرّ على ذلك، ويُبيّن له أن الزيادة على ما شرعه الله في هذه
الأيام وهذه الأوقات الفاضلة وغيرها، ليست مشروعة، ولا يُؤجر عليها بل يأثم عليها.
فيوم عاشوراء: يوم معظّم من قديم
الزمان في الشرائع؛ لأنه اليوم الذي نجّى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فيه فرعون
وقومه، وقد صامه
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد