موسى كليم الله عليه
الصلاة والسلام شكرًا لله، وصامه أتباعه، وصامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،
ولكنه لما كان اليهود يصومونه أمر بصيام يوم قبله مخالفة لليهود، هذا هو المشروع
فيه، فلا يزاد على ذلك، مثل ما أحدثه بعض الفرق من جعله يوم حزن ويوم كآبة ويوم
بكاء، بحجة أن الحسين رضي الله عنه قُتل في هذا اليوم، فهذه إضافة محرّمة، وقتل
الحسين صلى الله عليه وسلم مصيبة على المسلمين بلا شك، ولكن المصائب تُقابل بالصبر،
وبقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما أن يحدث فيها الحزن والجزع والسخط، وضرب
الأجسام بالسياط أو بالحديد، فهذا كله من البدع المحدثة، التي ما أنزل الله بها من
سلطان، فهي إضافة أضافوها من عند أنفسهم، فلا تقبل.
وفي المقابل هناك من الناس من يجعل هذا اليوم يوم فرح وسرور، وقد يسمونه عيدًا، وقد يصنعون فيه شيئًا من الأطعمة، وغير ذلك، ويظهرون الزينة، وهذا أمر مبتدع. إنما المشروع في يوم عاشوراء هو صيامه، شكرًا لله عز وجل على نصرة الحق وقمع الباطل، فهذا هو المشروع للمسلمين في أيام النصر: الشكر لله على نعمه، لا إحداث شيء لم يشرعه الله، كالذين يجعلون أيام انتصار المسلمين أعيادًا ومناسبات تتكرر. لأنه ليس للمسلمين إلا عيد الفطر وعيد الأضحى لأنَّ العيد عبادة والزيادة عليها بدعة، ولأنَّ اتخاذ المناسبات المتكررة والاحتفالات بمناسبتها فيه مشابهة للكفار في احتفالاتهم بمناسبات ملوكهم ومواليدهم وغير ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد