لكن لما أكرم الله فيه سبط نبيه أحد سيدي شباب أهل
الجنة، وطائفة من أهل بيته بأيدي الفجرة الذين أهانهم الله، وكانت هذه مصيبة عند
المسلمين، يجب أن تُتلقى بما يُتلقى به أمثالها من المصائب من الاسترجاع المشروع،
فأحدث بعض أهل البدع في مثل هذا اليوم خلاف ما أمر الله به عند المصائب، وضموا إلى
ذلك من الكذب والوقيعـة في الصحابة البرآء من فتنة الحسين رضي الله عنه وغيرها
أمورًا أخرى، ممّـا يكرهها الله ورسوله.
****
هذا توضيح لـما
أُحدث في يوم عاشوراء ممّـا لم يشرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو
إظهار الجزع والسخط والبـكاء والعويل، ورفع الأصوات بالسخط، واعتباره يوم حزن على
قتل الحسين رضي الله عنه.
وقد يضربون أنفسهم بالحديد والسلاسل، هذا كله من البدع، وهذا من العذاب العاجل الذي ما أنزل الله به من سلطان، متَّهمين بذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - وحاشاهم - ببغض أهل البيت، والذين قتلوه هم أهل فتنة، وليسوا من الصحابة ولا من أهل الفضل، وإنما قتله رجال فتنة، والحسين رضي الله عنه هو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن بنته فاطمة رضي الله عنها، وهو مع أخيه الحسن في الجنة كما أخبر صلى الله عليه وسلم بقوله: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ رضي الله عنهما » ([1])، فالـمسلمون يتلقون هذه المصيبة بالصبر، واحتساب الأجر، ويترضَّون عن الحسين رضي الله عنه، ويحبون أهل بيت رسول الله ويتولونهم بما شرعه الله لهم، لا بالبدع والجزع على ما يصيبهم.
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (118)، والحاكم رقم (4780).
الصفحة 3 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد