فصل
النوع الثاني من الأمكنة: ما له خصّيصة، لكن لا يقتضي
اتخاذه عيدًا، ولا الصلاة ونحوها من العبادات عنده.
فمن هذه الأمكنة: قبور الأنبيـاء والصالحين، وقـد جـاء
عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف النهي عن اتخاذها عيدًا، عمومًا وخصوصًا.
وبيَّنوا معنى العيد.
****
سبق أن ذكر الشيخ الأمكنة بشكل مجمل، فقال: منها
ما ليس له خصيصة، وبيَّن أنَّ كل ما زُعم له من الخصائص مجرّد دعاوى ودعايات تحاك
حوله، وهذا القسم انتهى منه.
وذكر هنا القسم
الثاني: وهو ما له خصيصة، وهذه الخصيصة لا تقتضي الغلّو فيه وصرْف العبادة إليه،
وتشريع ما لم يشرعه الله، وإنما أمر الله جل وعلا بالعبادة فيه، وجعله مباركًا،
مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وبقية بيوت الله جل وعلا في
الأرض، هذه لها خصيصة من حيث مشروعية عبادة الله فيها، والتردُّد إليها للعبادة؛
لأن الله جعلها مباركة يضاعف فيها العمل.
قوله: «فمن هذه الأمكنة قبور الأنبياء...» فقبور الأنبياء لها خصيصة الاحترام والمحافظة عليها، وزيارتها للسلام على الأنبياء، ولكن نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ هذه القبور عيدًا مكانيًّا بحيث يُتردد عليها ويعتكف عندها؛ لأن هذا يفضي إلى الشرك بالله عز وجل وهو من الغلو الذي نهى الله عنه في قوله: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد