×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

ثم هذا الـمال المنذور إذا صرفه في جنس تلك العبادة من المشروع، مثل أن يصرفه في عمارة المساجد، أو للصالحين من فقراء المسلمين الذين يستعينون بالمال على عبادة الله وحده لا شريك له، كان حسنًا، فمن هذه الأمكنة ما يُظنّ أنه قبر نبيٍّ، أو رجل صالح، وليس كذلك، فأمّا ما كان قبرًا له أو مقامًا، فهذا من النوع الثاني.

وهذا باب واسع أذكر بعض أعيانه، فمن ذلك: عدة أمكنة بدمشق:

مثل مشهد لأُبيّ بن كعب خارج الباب الشرقي، ولا خلاف بين أهل العلم أن أبيَّ بن كعب إنما توفي بالـمدينة، ولم يمت بدمشق.

والله أعلم قبر من هو؟ لكنه ليس بقبر أُبيِّ بن كعب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك.

وكذلك مكان بالحائط القبلي بجامع دمشق، يقال: إنَّ فيه قبر هود عليه السلام.

وما علمت أحـدًا من أهل العلم ذكـر أنَّ هـودًا النبي مات بدمشق.

بل قد قيل: إنه مات باليمن، وقيل: بمكة، فإنَّ مبعثه كان باليمن، ومهاجره بعد هلاك قومه كان إلى مكة. فأما الشام فلا هي داره ولا مهاجـره، فموته بها - والحال هذه - مع أنَّ أهل العلم لم يذكروه، بل ذكروا خلافه؛ في غاية البعد.

وكذلك مشهد خارج الباب الغربي من دمشق، يقال: إنه قبر أويس القرني، وما علمت أنَّ أحدًا ذكر أنّ أويسًا مات بدمشق،

****


الشرح