ولا هو متوجه أيضًا، فإنَّ أويسًا قدم من اليمن إلى
أرض العراق، وقد قيل: إنه قُتل بصفين، وقيل: إنه مات بنواحي أرض فارس، وقيل غير
ذلك، فأما الشام، فما ذُكر أنه قدم إليها، فضلاً عن الممات بها.
ومن ذلك أيضًا: قبر يقال له: قبر أم سلمة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم، ولا خلاف أنها رضي الله عنها ماتت بالمدينة لا بالشام، ولم
تقدم الشام أيضًا.
بل لعلها أم سلمة أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية،
فإنَّ أهل الشام كشهر بن حوشب ونحوه كانوا إذا حدّثوا عنها قالوا: أم سلمة، وهي
بنت عم معاذ بن جبل، وهي مـن أعيان الصحابيات، ومن ذوات الفقه والدين منهن.
أو لعلها أم سلمة امرأة يزيد بن معاوية، وهو بعيد،
فإنَّ هذه ليست مشهورة بعلم ولا دين.
وما أكثر الغلط في هذه الأشياء وأمثالـها من جهة
الأسماء المشتركة أو المغيّرة.
ومن ذلك: مشهد بقاهرة مصر، يقال: إنَّ فيه رأس الحسين
بن علي رضي الله عنهما، وأصله المكذوب أنه كان بعسقلان مشهد يقال: إنَّ فيه رأس
الحسين، فحُمل فيما قيل الرأس من هناك إلى مصر، وهو باطل باتفاق أهل العلم، لم يقل
أحد من أهل العلم: إن رأس الحسين كان بعسقلان، بل فيه أقوال ليس هذا منها، فإنه
حمل رأسه قدّام عبيد الله بن زياد بالكوفة، حتى روي له عن النبي صلى الله عليه
وسلم ما يغيظه.
وبعض الناس يذكر أنَّ الرواية كانت أمام يزيد بن
معاوية بالشام، ولا يثبت ذلك.
****
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد