فإنَّ الصحابة المسمّين في الحديث إنما كانوا بالعراق،
وكذلك مقابر كثيرة لأسماء رجال معروفين قد علم أنها ليست مقابرهم، فهذه المواضع
ليس فيها فضيلة أصلاً، وإن اعتقد الجاهلون أن لها فضيلة، اللهمَّ إلاّ أن يكون قبرًا
لرجلٍ مسلم فيكون كسائر قبور المسلمين ليس لها من الخصيصة ما يحسبه الجهال، وإن
كانت القبور الصحيحة لا يجوز اتخاذها أعيادًا، ولا أن يُفعل ما يُفعل عند هذه
القبور المكذوبة، أو أن تكون قبرًا لرجل صالح غير المسمّى، فيكون من القسم الثاني.
ومن هذا الباب أيضًا: مواضع يقال: إن فيها أثر للنبي
صلى الله عليه وسلم أو غيره.
ويضاهى به مقام إبراهيم الذي بمكة، كما يقول الجهال في
الصخرة التي ببيت المقدس من أنَّ فيها أثرًا من وطء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبلغني أنَّ بعض الجهال يزعم أنها من وطء الرب سبحانه
وتعالى فيزعمون أنَّ ذلك الأثر موضع القدم.
وفي مسجد قبلي دمشق يسمى مسجد القدم، به أيضًا أثر
يقال: إنَّ ذاك أثر قدم موسى عليه السلام، وهذا باطل لا أصل له، ولم يقدم موسى
دمشق ولا ما حولها.
وكذلك مشاهد تضاف إلى بعض الأنبياء أو الصالحين بناء
على أنه رؤي في المنام هناك.
ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم أو الرجل الصالح في
المنام ببقعة لا يوجب لها فضيلة تُقصد البقعة لأجلها وتتخذ مصلًّى، بإجماع
المسلمين،
****
الصفحة 3 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد