كما قال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ
يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ» ([1])، فالنـذر بعد صدوره
إذا كان نذر طاعة وجب الوفاء به، قال تعالى: ﴿يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ﴾ [الإنسان: 7]، وقـال: ﴿وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ﴾ [الحج: 29]، وقال: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن
نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ﴾ [البقرة: 270] فقد
قرن سبحانه النذر مع النفقة والصدقة وهي عبادة، وعلى هذا يكون النذر عبادة،
والعبادة لا تجوز لغير الله تعالى، مع أنه غير مستحسن الدخول فيه، بل الأصل أن
يعبد الإنسان ربه على سعة، أما إذا نذر فإنه يلزمه الوفاء به، وقد يكون النذر
صعبًا، كما يحصل مع بعض الناذرين، ثم بعد ذلك يشرعون في التماس المخارج، مع أنهم
هم الذين أوقعوا أنفسهم في ذلك، كأن ينذِر أحدُهم صيام سنة، أو صيام شهرين، فلذلك
أخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ النذر لا يأتي بخير، فليس حصول الخير بسبب النذر كما
يظن بعض الناس، معتقدًا أنه إن نذر حصل له خيرٌ، وإن لم ينذر لن يحصل له شيء،
فالخير والشر بيد الله، وهما يجريان بمقادير من الله سبحانه وتعالى.
قوله: «فإذا كان نذر الطاعات المعلقة بشرط لا فائدة فيه...» فما الظن بالنذر للصنم والنذر للقبر والنذر لغير الله سبحانه وتعالى ؟ ولذلك فإنّ كـل من نذر لغير الله تعالى فقد أشرك الشرك الأكبر المخرج من الملة؛ لأنه عبد غير الله؛ لأن النذر عبادة، فإذا نذر للقبر كان هذا منه عبادة للقبر، وأشرك بالله سبحانه وتعالى وما أكثر النذور الشركية الآن! فما بنيت هذه الأضرحة
([1])أخرجه: البخاري رقم (6696).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد