وجُعل لها السدنة
والمرافق إلاّ لهذه الأسباب الشريرة، فهي إنما بنيت على الأموال التي تُدفع لها
باطلاً، كالنذور والتبرعات وغير ذلك.
قوله: «وأما إجابة
الدعاء فقد يكون سببه اضطرار...» لكن قد تحصل لبعض من يرتادون هذه القبور وهذه
الأضرحة والأمكنة قد تحصل لهم مقاصدهم، وهذا ليس دليلاً على مشروعية أعمالهم؛ لأنه
- كما سبق وأن ذكر - قد تُقضى حاجته إما من باب الاستدراج له، وإما من باب أنه
صادف قضاءً وقدرًا، لا من أجل مجيئه إلى هذا المكان، وإما من أجل أنه مضطر، والله
تعالى يجيب المضطر إذا دعاه.
فالله تعالى يُعطي الجميع: المؤمنين والكفار، وليس ذلك دليلاً على رضاه سبحانه وتعالى عن الجميع، فإن كان إعطاؤه مع طاعة الـمُعطَى وعبادته لله، فهذا دليل على رضا الله سبحانه وتعالى عنه، وإن كان إعطاؤه مع كفر الـمُعطَى وعصيانه لله، فهذا استدراج منه تعالى له، قال تعالى: ﴿كُلّٗا﴾ من المؤمنين والكفار ﴿نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا﴾ [الإسراء: 20] فعطاء الله لا يُمنَع، وهو إما عن رضى وإما عن استدراج.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد