وأسباب الـمقدورات فيها أمور يطول تعدادها، ليس هذا موضع تفصيلها، وإنما على الخلق اتباع ما بعث الله به المرسلين، والعلم بأنَّ فيه خير الدنيا والآخرة، ولعلّي - إن شاء الله - أُبيِّن بعض أسباب هذه التأثيرات في موضع آخر.
****
ينبغي أن لا يُنظر
لما يحصل للمشركين من النعيم أو من زهرة الدنيا، ومن حصول مقاصد المشركين عند
القبور أو عند الأضرحة، وإنما ينبغي النظر إلى الأساس الذي بنوا عليه معتقدهم، فإن
كان أساسًا صحيحًا - ولا صحة لما عليه المشركون، وإنما هذا في حق المؤمنين - فهو
دليل رضا الله سبحانه وتعالى وإن كان أساسًا باطلاً فهذا دليل غضب الله سبحانه
وتعالى قال الله تعالى: ﴿وَلَا
تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ
وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ﴾ [طه: 131]، وقال: ﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ
ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ
وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا
تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ
أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا﴾ [الكهف: 28]، فينبغي النظر إلى الأساس، لا إلى ما يحصل
بيد الناس، هذا هو مقتضى العقل ومقتضى الدين.
فالحاصل: أنَّ الأسباب التي
قد يحصل بها للناس مقاصدهم كثيرة، فمنها ما هو حق ومنها ما هو باطل، وقد وعد الشيخ
بأنه سيبينها في موضع آخر.
*****
الصفحة 4 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد