فَمَاتَ، بَنَوْا
عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، - يعني: النصارى - وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكِ الصُّوَرَ،
أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ»، وهذا كما سبق أنَّ من شرار
الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد، فهم شرار الخلق -
والعياذ بالله - ذلك لأنَّ هذا يفضي إلى الشرك بالله عز وجل وليس المراد من النهي
عن البناء على القبور هو بيان أن تربة المقبرة أو أرضها نجسة.
وقوله: «فجمع في
الحديث بين التماثيل والقبور». فجاء في حديث: «كَانُوا إِذَا مَاتَ فِيهِمُ
الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا» وهذا نهي عن البناء،
ثم قال: «وَصَوَّرُوا فِيهِ التَّصَاوِيرِ» وهذا فيه نهي عن تصوير التماثيل
على صورة ذي روح، فكانوا يصورون المسيح عليه السلام - بزعمهم - وهو مصلوب،
ويعبـدون هذا الصليب، فالنهي عن الأمرين: عن البناء على القبور، وعن التماثيل؛ لأن
فيهما فتنة، ووسيلة تؤدِّي إلى الشرك، فهو نهيٌّ عن الوسيلتين.
قوله: «فإنَّ اللات
كان سبب...» هذا على قراءة «اللاتّ» بالتشديد، اسم فاعل من لَتّ يَلُتّ؛ لأنه
كان رجلاً صالحًا، يَلُتّ السَّويق ويطعمه للحجاج تقربًا إلى الله، فلما مات غلوا
في قبره واتخذوه مسجدًا.
فالحاصل: أنَّ اللات هو قبر رجل صالح، كانوا في الجاهلية يعبدونه ويُعظِّمونه، فنحن نُهينا عن الغلو في قبور الصالحين خشية أن نصل إلى ما وصلت إليه الجاهلية مع اللات.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد