وقد ذكروا أنَّ ودًّا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا
أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح عليهما السلام.
فروى محمد بن جرير بإسناده إلى الثوري، عن موسى، عن
محمد بن قيس ﴿وَيَعُوقَ وَنَسۡرٗا﴾ [نوح: 23] قال:
كانوا قومًا صالحين بين آدم ونوح عليهما السلام، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما
ماتوا، قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صوّرناهم كان أشوق لنا إلى العبادة
إذا ذكرناهم. فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون، دبّ إليهم إبليس فقال: إنما كانوا
يعبدونهم، وبهم يُسقون المطر، فعبدوهم. قال قتـادة وغيره: كانت هذه الآلـهة يعبدها
قوم نوح، ثم اتخذها العرب بعد ذلك.
****
وهذا مما يدل على
تحريم التماثيل؛ لأن اقتناءها وصناعتها وسيلة من وسائل الشرك بالله تعالى، بدليل
أنَّ قوم نوح لـمّـا صوّروا الصالحين ودًّا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا، ونصبوا
تماثيلهم من أجل أن يقتدوا بهم في العبادة بزعمهم، كما زين لهم الشيطان ذلك، فإنهم
لـمّـا طال الوقت عبدوهم من دون الله عز وجل فهذا دليل على تحريم اقتناء التماثيل
وصناعتها؛ لأن ذلك يفضي إلى الشرك، ولم يقتصر هذا الشر على قوم نوح الذين أهلكهم
الله، وأخذهم الطوفان وهم ظالمون، بل امتد إلى من بعدهم ممن توارثوا هذه التماثيل،
وعبدوها من دون الله، وذلك لما جاء عمرو بن لحيّ الخزاعي فجلبها إلى أرض الحجاز،
فعبدت من دون الله، ووزعها على العرب، فعبدوها من دون الله عز وجل فهذه فتنة
التماثيل، وهي فتنة عظيمة، ولهذا يحرم التصوير، سواء كان تمثالاً أو رسمًا أو
التقاطًا بالآلة الكهربائية، وهي الكمرة فلا يجوز
الصفحة 3 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد