قال بريدة بن الحصيب رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، أَنْ
يَقُول قَائِلُهُمْ - فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ -: «السَّلاَمُ عَلَى أَهْلِ
الدِّيَارِ»، وفي لفظ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلاَحِقُونَ،
نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» ([1]) رواه
مسلم.
****
يا أهل القبور،
السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويُستغفر لهم، هذا سلام عام.
وسلام خاص، وهو أن يقصد قبرًا
ويُسلِّم عليه، كأن يكون من الأقارب للزائر، أو من أهل العلم، أو من أهل الصلاح
والاستقامة، فتزوره لتُسلِّم عليه وتدعو له، هذا سلام خاص، هو كله مشروع، السلام
العام والسلام الخاص، وهذا مما يؤكد التوسط في أمر القبور، أنه لا يُغالى فيها ولا
يُبخَس حقها.
وصورة السلام
الخاصّ: أن يسلّم على الميت، فيقف وجاهه، ويسلم عليه، كما يسلم على الحي مواجهًا
له، ثم إذا أراد أن يدعو فإنه يرفع يديه ويدعو الله مستقبل القبلة.
الزيارة الشرعية هي التي يقصد بها نفع الميت، من السلام عليه والدعاء له، وانتفاع الحي بالأجر والاعتبار بالأموات، وهذه بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ما يقول فيها الزائر، حتى لا يبقى الناس على ما كانوا عليه في الجاهلية من الاستغاثة بالأموات، أو الدعاء عند قبورهم، فإذا زار المسلم القبور وأراد أن يسلّم عليهم عمومًا فإنه يقول: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ
([1])أخرجه: مسلم رقم (975).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد