روي أيضًا عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه
وسلم خرج إلى المقبرة فقال: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ،
وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ» ([1]).
****
أَهْلَ الدِّيَارِ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ
لاَحِقُونَ، رَحِمَ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا، وَالْمُسْتَأْخِرِينَ،
نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا
أَجْرَهُمْ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ» ([2]) وإذا كان يريد أن
يزور قبرًا معينًا، كقبر أحد والديه، أو أحد قبور أهل الفضل، فإنه يزورها بالخصوص
ويسلم على الميت باسمه، ويدعو له ثم ينصرف، هذه هي صورة الزيارة المشروعة، وتكون
أيضًا للرجال دون النساء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لَعَنَ زَوَّارَاتِ
الْقُبُورِ ([3]).
لفظ حديث أبي هريرة
رضي الله عنه من الألفاظ الشرعية التي تقال لمن زار المقابر، حيث يبدأ بقوله:
السلام عليكم، ثم يدعو لهم، ثم يعتبر بحالهم، ويقول: وإنا إن شاء الله بكم لاحقون.
وقوله: «إِنْ شَاءَ اللهُ» قيل: إنها للتحقيق، وقيل: إنها لأجل الرجاء، حيث إن الإنسان لا يدري ما الحال الذي سيموت عليه، فهو لا يزكّي نفسه.
([1])أخرجه: مسلم رقم (249).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد