فحصول المقصود لا يدل على صحة السبب الذي أدلى
به هذا الإنسان، وهو دعاء غير الله سبحانه وتعالى وإنما الله استجاب له لضرورته،
لا لأنه دعا الصنم أو الوثن.
قوله: «ولو استجيب
له على يد المتوسل به صاحب القبر أو غيره...» يعني: لا يُنظر إلى
ما فيه من النفع الجزئي، وإنما ينظر إلى ما فيه من الضرر، فالذي دعا غير الله
واستجيب له. حيث كان مضطرًّا، لا يُنظر إلى المنفعة الجزئية التي حصل عليها بحصول
مقصوده، وإنما يُنظر إلى ما يترتب على هذا الدعاء الذي هو لغير الله من الأضرار
العظيمة، فإن صاحبه يَهْوِي في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب، نسأل الله
العافية، فالعاقل لا ينظر إلى المصالح دون أن ينظر إلى المفاسد، ويقارن بينها.
قوله: «كما لو طلب من الله ما يكون فتنة له...» مثال ذلك: لو طلب المرء ما يظن أنه خير له وهو في حقيقة الأمر فتنة له، هذا ثعلبة بن حاطب، وإن كان ينكرها المتسرعون، بزعمهم أنَّ هذا لا يحصل من صحابي، والفتنة تجري على الصحابي وغيره، وحب المال قد يوقع الإنسان في أكثر من هذا، فقد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يدعوَ الله له أن يرزقه مالاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهاه، وقال له: «قَلِيلٌ تُطِيقُهُ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لا تُعْطِيه» ([1])؛ لأنه قد يُفتن بهذا المال، فألحّ على النبي صلى الله عليه وسلم مرارًا، حتى دعا له النبي صلى الله عليه وسلم، فأعطاه الله غنمًا، فتكاثرت،
([1])انظر: دلائل النبوة للبيهقي (5/289، 290).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد