حتى شغلته عن الصلاة
مع النبي صلى الله عليه وسلم، فصار لا يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ
الجمعة، ثم كثرت فتنحّى بها بعيدًا عن المدينة، وترك صلاة الجمعة والجماعة مع
النبي، ثم لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم له العمال لجباية الزكـاة قال لهم:
أمهلوني، إنها جزية، أو أخت الجزية، أمهلوني، فذهبوا إلى غيره وجاؤوا بالصدقات،
فالله سبحانه وتعالى عاقبه بهذا المال، وكان قد حذَّرهُ النبي صلى الله عليه وسلم
من الفتنة، إلاّ أنه ألح وصمّم بأن يدعو له النبي، فدعا له؛ لأنَّ النبي صلى الله
عليه وسلم لا يردُّ سائلاً، فكانت فتنته في هذا المال.
والشاهد: أنَّ الإنسان قد
يطلب ما فيه فتنة له، فلو سلِم منه لكان خيرًا له، فليس حصول المقصود دالٌّ على الخيرية.
قوله: «إِنَّ
الرَّجُلَ لَيَسْأَلُنِي الْمَسْأَلَةَ، فَأُعْطِيه...» كان صلى الله عليه
وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فكان فيه كالريح المرسلة لا يمسك
شيئًا، فكل ما جاءه أنفقه في سبيل الله، ولا يُبقِي لنفسه، ولا لأهله شيئًا،
فالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا يريد السلامة من فتنة المال، ويريد أن يستخدم
هذا المال فيما ينفعه عند الله سبحانه، فالمال خادم للإنسان، وليس الإنسان خادمًا
له، ومن يسأل النبيَّ يعطه، فيخرج بها نارًا، يتأبّطها نارًا، لماذا؟ لأنه أحرج
النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي لا يردُّ سائلاً.
فالحاصل: ليس إعطاء السائل
ما يريد دليلاً على الخيرية، سواء كان العطاء من الله، أو من رسول الله، أو من
غيره؛ لأنه إذا أعطي من غير مسألة كان ذلك خيرًا له من الإلحاح وإحراج المسؤول.
قوله: «فكم من عبدٍ دعا دعاء غير مباح فقضيت حاجته...» فكم من داعٍ دعا فأُعطي مسألته، وكان ذلك سببًا لهلاكه،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد