بمولده، وقد قال
نبينا صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ
مَرْيَمَ» ([1]).
فيقال لهؤلاء الذين
يحيون البدع، ويزعمون أنهم يتقربون بها إلى الله: لماذا تركتم ما هو خير محض أو
خير غالب، وذهبتم إلى ما هو شر محض أو شر غالب؟ لماذا أخذتم البدعة المنهيَّ عنها
وتركتم السنة المأمور بها، وفي السنن خير وفيها شغل شاغل للإنسان؟
وقوله: «فإنَّ منها ما يكون واجبًا على الإطلاق، ومنها ما يكون واجبًا على التقييد، كما أنَّ صلاة النافلة لا تجب، ولكن من أراد أن يصليها يجب عليه أن يأتي بأركانها» مرادُه رحمه الله: بيان أنَّ العبادة إذا دخل الإنسان فيها، فإنه ينبغي له أن يتقنها حسب استطاعته، ولا يقول: هذه نافلة، ثم يتهاون فيها، فهي وإن كانت نافلة، فإنه لا بد من تكميلها، قال الله جل وعلا: ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ﴾ [البقرة: 196] ولو كان الحج نافلة أو العمرة نافلة، فإنه يجب إكمالها.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3445).
الصفحة 2 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد