×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

يعمله المسلمون الذين عَقَلوا عن الله ورسوله من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، ما كانوا إذا أعيتهم الأمور يلجؤون إلى القبور، وإنما يلجؤون إلى الله سبحانه وتعالى.

بدليل أنَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجدبوا مرَّات...، أي: أنَّ الصحابة أصابهم القحط في كثير من الأحوال، وتسلَّط عليهم العدو في بعض الأحيان، وأصابتهم شدائد، فما كانوا يأتون قبر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو أشرف القبور ويستنجدون به، أو يدعون الله عنده، ما كانوا يفعلون هذا، وإنما كانوا إذا أجدبوا يصلون صلاة الاستسقاء ويدعون، أو يأمرون من يدعوا الله لهم ويؤمنون على دعائه، وما كانوا يذهبون إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من القبور، كما يقول هذا المفتون أنه إذا أعيتك الأمور فعليك بأصحاب القبور، هذه مقالة كاذبة.

قوله: «بل خرج عمر بالعباس رضي الله عنهما فاستسقى...» حصل هذا يوم أجدب المسلمون، حيث خرج عمر بالمسلمين إلى المصلى بعيدًا عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم ودعا وطلب من العباس عمّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم، ولم يطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم كما كانوا يفعلون ذلك في حياته عليه الصلاة والسلام، فهذا دليل على أنَّ القبور لا يُجاء إليها عند الحاجة، لا قبور الأنبياء ولا غيرهم.

قوله: «بل قد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كشفت عن قبر النبي...» لـمّـا حصل الجدب لم تدع عائشة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم مع قربها منه، لكنها كشفت جانبًا من الغطاء الذي فوق قبره صلى الله عليه وسلم من أجل أن تنزل عليه الرحمة والمطر، فهي كشفت ذلك ولم تدع عند القبر.


الشرح