قوله: «ولهذا لما
بُنِيَتْ حجرته على عهد التابعين...» أي: في عهد التابعين جدّدوا
بناء الحجرة، فبنوا الحجرة على ما كانت عليه في حياته صلى الله عليه وسلم، حتى
أنهم أعادوا الكوّة، يعني: الفتحة التي كانت في سقف الحجرة ما بينها وبين
السماء، حيث أبقوها على ما هي عليه اتِّباعًا لما فعل الصحابة بقبره صلى الله عليه
وسلم، وجعلوا عليها غطاءً مثبتًا من جميع الجوانب؛ من أجل أن لا يتساقط شيء من
التراب على قبره صلى الله عليه وسلم، فهم أبقوا ما كان على ما كان من غير زيادة
ولا نقصان.
وإضافة على ذلك جعلوا مع جدران الحجرة جدارًا من الخشب، ثم بعد ذلك احترق المسجد واحترق المنبر، فأعادوا بناء الحجرة كما كانت، لم يزيدوا ولم ينقصوا من ذلك شيئًا، من أجل الإبقاء على ما كان عليه بيت النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، واتباعًا لفعل الصحابة.
الصفحة 3 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد