واعلم أنه ليس كل أحد، ولا أكثر الناس يدرك فسادَ هذا
النوع من البدع، لا سيّما إذا كان من جنس العبادات المشروعة.
بل أولو الألباب هم الذين يدركون بعض ما فيه من
الفساد.
والواجب على الخلق اتّباع الكتاب والسُّنة، وإن لم
يدركوا ما في ذلك من المصلحة والمفسدة.
****
قوله: «واعلم» هذا من باب التنبيه
والاهتمام، فإنه ليس أكثر الناس يدرك ما في هذه البدع من المفاسد؛ لأن هذه الأمور
خفية لا يعلمها إلاّ من أعطاه الله علمًا نافعًا ونيّة صالحة، واجتهد في أن
يَلْتَمس الحق ويبحث عنه، وإلاّ فكثير من الناس لا تظهر لهم هذه الأشياء، لكونهم
ينظرون إلى ظواهر الأمور دون تدقيق النظر إلى بواطنها وما تشتمل عليه؛ لأنهم أصحاب
مظاهر فقط، فهم لذلك يستحسنون هذه البدع بما يظهر فيها من المصالح، دون نظر إلى ما
تحدثه من الشرور وما تتضمنه من الفساد، وبما يحصل لأهلها من انتكاس القلوب وغير
ذلك.
قوله: «أولو الألباب» الألباب: جمع لُبٍّ وهو العقل الصحيح. وهؤلاء هم الذين يدركون ما في البدع من الفساد، أما من ضعفت عقولهم أو غلبت عليهم النظرة الظاهرة دون تفحص للأمور، فإنهم يستحسنون هذه المحدثات، ولذلك تروج هـذه المحدثات في المجتمعات الإسلامية، لا سيّما إذا كان في هذه المجتمعات من ينتسب إلى العلم والصلاح والعبادة، فإنهم يظنون أن سكوته عليها دليل على مشروعيتها واستساغتها، فما بالك إذا كانوا يحضرونها ويَدْعُون إليها
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد