ويحسِّنونها للناس
بحجة أنَّ فيها مصالح ومنافع، وأنها ترقق القلوب، وأنها ذكر وطاعة وعبادة لله، ولا
يعلمون أنها ليست ذكرًا لله على الحقيقة، ولا هي عبادة على الحقيقة، وإنما هي
عبادة للشيطان وذكر له؛ لأنه هو الذي أمرهم بها ورغّبهم فيها.
قوله: «والواجب على
الخلق اتباع الكتاب...». الواجب علينا اتباع الكتاب والسنة والتسليم لهما، وأن
لا نزيد على ما جاء بهما، وإن لم يتبيَّن لنا ما في اتباع الكتاب والسنة من
المصلحة، يعني: من دقائق المصالح، وإلاّ فالمصلحة ظاهرة لكل مسلم ولو كان عاميًّا،
لكن هناك مصالح خفية قد لا يدركها إلا أهل العلم وأهل البصيرة، فنحن نمتثل الكتاب
والسنة ولو لم تظهر لنا المصالح؛ لأننا نعلم أن الكتاب والسنة معصومان، وأنهما لا
يأمران إلا بالخير ولا ينهيان إلاّ عن الشر، وهذه القاعدة تكفينا في أن نثق بكتاب
ربِّنا وسُنة نبينا صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ﴾ [الأنعام: 38] وقال تعالى: ﴿وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ
تَفۡسِيرًا﴾ [الفرقان: 33] والله حثنا على التفقه بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
والتأمل فيهما، لكن نحن إذا عرفنا أنَّ الكتاب والسنة معصومان من الخطأ متضمنان
لمصالح الدنيا والآخرة، فهذا يكفينا ولو لم ندرك الحكمة في هذا النوع من العبادة،
أو هذا الشيء الذي نفعله، نحن نفعله تَعبّدًا لله وطاعة له مع اعتقادنا أنه هو عين
المصلحة وإن لم تظهر لنا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد