فننبّه على بعض مفاسدها:
فمن
ذلك: أن من أحدث عملاً في يوم، كإحداث صوم أول خميس من رجب، والصلاة في ليلة تلك
الجمعة التي يُسميها الجاهلون: صلاة الرغائب مثلاً، وما يتبع ذلك من إحداث أطعمة
وزينة، وتوسيع في النفقة ونحو ذلك، فلا بدّ أن يتبع هذا العمل اعتقاد في القلب،
وذلك لأنه لا بد أن يعتقد أنَّ هذا اليوم أفضل من أمثاله، وأنَّ الصوم فيه مستحب
استحبابًا زائدًا على الخميس الذي قبله وبعده مثلاً، وأنَّ هذه الليلة أفضل من
غيرها مِنَ الجمع، وأنَّ الصلاة فيها أفضل من الصلاة في غيرها من ليالي الجمع
خصوصًا وسائر الليالي عمومًا، إذ لولا قيام هـذا الاعتقـاد في قلبـه، أو قلب
متبـوعه لـما انبعث القلب لتخصيص هذا اليوم والليلة، فإنَّ الترجيح من غير مرجع
ممتنع
****
من أعظم الـمفاسد ما يحصل لمن يصلي صـلاة غير مشروعة كصـلاة الرغائب، وهي أول خميس من رجب وأول ليلة جمعة من رجب، ويعتقد أنَّ هذه الجمعة وهذا الخميس أفضل من غيره من يوم الخميس الذي في سائر الأسابيع، وقد كان صلى الله عليه وسلم يصوم الإثنين والخميس من كل أسبوع ولم يخصص هذا من رجب، فهذا الذي يصوم يوم الخميس من رجب خاصة أو يقوم ليلة الجمعة منه يعتقد أنَّ لهما أفضلية على سائر السنة، في حين أنَّ العكس هو الصحيح، أنَّ قيام هذه الليلة وصيام هذا اليوم غير مشروع، وأنَّ المشروع غيره وهو ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم، وكفى بهذا فسادًا أن يعتقد مشروعية ما ليس مشروعًا،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد