بل اليهود والنصارى يجدون في عباداتهم أيضًا فوائد،
وذلك لأنه لا بدّ أن تشتمل عباداتهم على نوع ما مشروعٍ في جنسِه، كما أن أقوالهم
لا بد أن تشتمل على صدق ما هو مأثور عن الأنبياء، ثم مع ذلك لا يوجـب ذلك أن نفعل
عباداتهم أو نَروي كلماتهم.
لأنَّ جميع المبتدعات لا بد أن تشتمل على شرٍّ راجح
على ما فيها من الخير؛ إذ لـو كان خيرهـا راجحًا لما أهملتها الشريعةُ.
فنحن نستدل بكونها بدعة على أن إثمها أكبر من نفعها،
وذلك هو الموجب للنهي.
****
يعني: ما سبق ذكره ليس
خاصًّا بالمسلمين، فإن اليهود والنصارى قد يجدون شيئًا من الفوائد في عبادتهم،
ولكن مجرَّد وجود الفوائد في العمل لا يدل على مشروعيته، وهذه قاعدة في العمل
عظيمة؛ لأنَّ العبرة تكون في الدليل على المشروعية كتاب الله أو سنة رسوله أو
إجماع الأمة على ذلك، وما لم يكن فيه دليل من هذه الأصول العظيمة، فإننا لا نقبله
وإن كان صاحبه معذورًا أو مأجورًا، أو له فضل أو مكانة، أو حصل له مقصوده، كل هذه
أمور لا تسوغ البدع والمحدثات.
فالبدع في العبادات قد يكون فيها شيء من الخير والنفع، لكن الضرر فيها أرجح، والشرع إنما جاء بتشريع ما فيه مصلحة راجحة على مضرته، أما ما كانت مضرته راجحة أو مساوية، فإنَّ هذا لا يشرعه الله سبحانه وتعالى لعباده، ومن ذلك البدع وإن قُدِّر أن فيها نفعًا من صلاح النفس ورقة القلب وقضاء الحاجات وغير ذلك، فإن هذا لا يدلُّ على مشروعيتها.
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد