الله جل وعلا ولا
رسوله صلى الله عليه وسلم من العبادات، ولو كان هذا سائغًا لأقيم في ليلتي
العيدين؛ لأنهما ليلتان معظمتان في الإسلام، ولكن لم يشرع فيهما الرسول صلى الله
عليه وسلم عبادة خاصة، واجتماعًا خاصًّا للعبادة، وإنما المشروع فيهما التكبير.
قوله: «وكما بلغني
أنه كان في بعض القرى يصلون بعد المغرب...» البدع فيهـا عجائب وغرائب،
فلو أنَّ الناس تُركوا على ما هم عليه لفسدت الدنيا، ولفسد الدين، إلاّ أنّ المسلمين
مضبوطون بالأصول الشرعية التي تردهم إلى الصواب، ومما سمع من العجائب أنهم كانوا
يصلون صلاة على صورة صلاة المغرب في بعض الليالي، يسمونها صلاة بر الوالدين. وهذه
الصلاة لم يشرعها الله وبر الوالدين ليس بهذه الطريقة.
فالله أمر ببر
الوالدين وأوجـب ذلك، لكن لم يشرع الصلاة لبر الوالدين، وإنما شرع الإحسان إليهما،
قال تعالى: ﴿وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ
إِحۡسَٰنًاۚ﴾ [الإسراء: 23] والتواضع لهما، فقال: ﴿وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ﴾ [الإسراء: 24] وأما
الصلاة لِـبِرِّهما فلم تشرع، ولكن الدعاء لهما مشروع، فقد شرع الله الدعاء
للوالدين، ولكن أن يكون البِرُّ على صورة صلاة المغرب، فهذا كله من الكذب والافتراء.
وأعجب من ذلك أنهم أحيانًا يصلون صلاة الجنازة، على أموات المسلمين، وهذا أمر مبتدع وغريب وشنيع؛ لأن صلاة الجنازة معروفة في وقتها وعلى الميت الحاضر، أو على الغائب المعين، أما أنه يُصلّى
الصفحة 2 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد