×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

فيشبِّهون البناء الذي على القبر بالكعبة المشرفة، ويقيسون هذه الأمكنة الخرافية على الأمكنة الشرعية، وهذا قياس باطل، وسيبيّن الشيخ رحمه الله أنَّ الأصنـام إنما عُبدت بالمقاييس العقلية، فهم يقيسون ما شرعوه هم، على ما شرعه الله سبحانه وتعالى وهذا من القياس الباطل والفاسد، وأول من قاس إبليس لعنه الله، قال: ﴿أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ [الأعراف: 12]. قاس قياسًا باطلاً أنَّ النار خير من الطين، وليس الأمر كذلك، فالطين خير من النار؛ لأن الطين يُنتفع به في الزرع، وفي البناء، وفي غير ذلك، أما النار فهي مميتة ومتلفة ومحرقة، لا تنتج شيئًا.

وإنما دخل الإشراك بالله، وعُبدت المخلوقات بكافة أنواعها بالمقاييس الباطلة، مثل قياس إبليس حيث خُلق من النار، فاعتقد أنه أفضل من آدم الذي خُلق من الطين، وهذا قياس معكوس وباطل كما ذكرنا، وكذلك الشمس والقمر إنما عُبدتا من دون الله بالمقاييس الفاسدة، بقياسها على الخالق سبحانه، واعتقاد أنهما تدبّران، وأنه يحدث عند طلوعهما وغروبهما أشياء، وهما إنما يجريان ويسيران بتقدير الله تعالى وليس بتقديريهما فهما مدبَّران لا مدبِّران.


الشرح