قال
الشَّيخ الإمام المجدِّد مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ رَحِمَهُ اللَّه تعالى:
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وبه نَسْتَعِين
بَاب مَعْرِفَة الله تعالى وَالإِيمَان به
****
عن
أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قال: قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «قَالَ
اللهُ تَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً
أَشْرَكَ فِيْهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وشِرْكَهَ»([1]).
****
هذا الحَدِيث من الأَحَادِيث القُدْسِيَّة، وهو ما يَرْوِيه
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن ربِّه، فَلَفْظُه ومعناه من الله جل وعلا، فتكلَّم
الله به وَرَواه رَسُولِه صلى الله عليه وسلم وبلَّغه لأُِمَّتِه.
وقولُه: «قَالَ اللهُ تَعَالَى» فيه إثْبَات القَوْل وَالكَلاَم لِلَّه
تَعَالَى، وهذه صِفَة من صِفَاتِه جل وعلا.
وقولُه: «أنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ» فيه إثْبَات الغِنى لِلَّه عز وجل َ، فالله جل وعلا يقول: ﴿هُوَ ٱلۡغَنِيُّۖ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ﴾ [يونس: 68]؛ فالله تعالى غنيٌّ عن خَلقه لا يَحْتَاج إلى مُعينٍ ولا إلى شَرِيك ولا إلى ظَهِير، فهو غَنِيٌّ عن خَلقه، وخلقُهُ مُحْتَاجُون إلَيْه؛ قال سُبْحَانَه: ﴿۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ﴾ [فَاطِر: 15] فهذا فيه وَصْفُ الله بِالغِنَى، وفيه نَفْي الشِّرك عَنْه جل وعلا؛ إذ ليس له شَرِيكٌ في المُلك وليس له شَرِيكٌ في العِبَادَة، ولا في أَسْمَائِه وَصِفَاتِه، فالله وَاحِدٌ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد