كلُّ شَيْءٍ بِقَدَر
****
وعن
ابنِ عمرَ رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ
شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ» ([1])..
****
وهو أَمْرٌ
مَوْكُولٌ إلى اللهِ جل وعلا، فهو أَعْلَمُ بِهِم وبمصيرِهم، وأمَّا نَحْن
فَيَنْتَهِي علمُنَا عند ذلك.
قوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ» فيه إثْبَات القَدَر «حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ» فَالْعَجْز من الإِْنْسَان وَكَوْنُه
يَتْرُك الْعَمَل تكاسلاً فهو مُقدَّر عَلَيْه؛ قال تعالى عن الْمُنَافِقِين: ﴿كَرِهَ ٱللَّهُ
ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ﴾ [التوبة: 46].
و«الْكَيْسُ»: هو النَّشَاطُ والعَزمُ وَالْحَزْمُ على مُزَاوَلَةِ الْعَمَلِ الصَّالِح، فَهُمَا مَكْتُوبَان في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ومقدَّران على الإِْنْسَان، بأن يكونَ كَسْلاَنَ أو نشيطًا وحازمًا في الْعَمَل؛ فدلَّ هذا على أنَّ الْكَسَلَ وَالْحَزْمَ إنَّما هُمَا من فعلِ الْعَبْدِ إلاَّ أَنَّهُمَا مقدَّران مَكْتُوبَان في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد